بجهود المخلصين ، وبايادي الموالين ، ودعاء المحبين ،واصرار القائمين ، وتبرع المؤمنين ،
شهدت محافظة بابل افتتاح الشباك الجديد لمزار العلوية شريفة بنت الامام الحسن (عليهما السلام ) في محافظة بابل ، والذي سمي بشباك الشفاء ، وبحضور سماحة الشيخ خليفة الجوهر نائب الأمين العام للمزارات والوفد المرافق له ، إضافة إلى وفود من ممثلي و مكاتب المرجعية الشريفة وفضلاء الحوزة العلمية ومحافظ كربلاء المقدسة ووفود رسمية من المحافظة وخارجها ووسائل الإعلام .
ابتدأ الحفل المبارك تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم للقارئ قاسم عجام ، بعدها قراءة سورة الفاتحة على شهداء الاسلام والعراق ، ثم ارتقى المنصة سماحة السيد عز الدين الحكيم نجل المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) والذي عرج في كلمتة على منزلة صاحبة المزار الشريف المنتسبة للحسن المجتبى (عليه السلام ) وشاء الله عز وجل أن يجعل هذه البقعة الطاهره أن يرفع ذكرها ويجعلها بابا من أبواب السماء تستجاب فيه الدعوات ، وتحل المشكلات ، وتقضى فيه الحاجات ، كل ذلك ببركة انتسابها لمحمد وآل محمد ، شاكرا الدور الكبير للامانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة المتمثلة بنائب الامين العام وكوادر الامانة العامة ،و جميع من تعاون وعمل وايد ودعم وشارك وساهم في اعلاء ذكر ال محمد (ع) وبناء هذه المراقد الشريفة وخاصة اليوم افتتاح الشباك الشفاء .
بعدها كلمة الأمانة العامة للمزارات ألقاها سماحة الشيخ خليفة الجوهر ، قال فيها “
قال تعالى :
” إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ‘
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام .. مع حفظ الألقاب والمقامات .. ورحمة الله وبركاته ..
وإذ نقف اليوم عند فرع طيب مبارك .. من فروع الشجرة الطيبة المباركة .. شجرة آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، وعليهم السلام .. ونتفيأ ظل هذا الغصن الظليل .. ونستمد رحمة من مجده الأثيل .. فهو غصن معطاء وكريم من أغصان هذه الدوحة التي ملأت الدنيا ببركتها .. وستملأ الآخرة بسناء نورها .
واضاف ” نشأت بأذن ربها وهي باقية بأذن ربها .. وستظل كذلك هي بإذن ربها تملأ ما بين المشرق والمغرب .. وما بين السماء والأرض .. رشدا من عظمة سيد المرسلين وهداية من نفحات سيد الوصيين .. وكرامة من نورانية سيدة نساء العالمين .. من فيوضات الأئمة الهداة المهديين وبشائر آمال لبزوغ شمس العدالة بين يدي خاتم الوصيين .. عليهم الصلاة والسلام أجمعين نعم أيها الأخوة …
واشار ” وحيث لم يرحل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن هذه الدنيا إلا وقد خلف فينا ما إن تمسكنا بهما لن نصل أبدأ .. كتاب الله .. وعترته أهل بيته .. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .. فحيثما يكونوا يكن كتاب الله.. وحيثما يدوروا دار .. وحيثما يقفوا وقفت .. وحيثما وجدوا وجد ذكر الله كثيراً .. وحيثما حلوا حل تسبيح الله وتمجيده وإعلاة كلمته .
وبين الشيخ الجوهر ” اليوم أيضا نقف عند علقة من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومصداقي كريم من مصاديق ذراري ثقل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) .. ألا وهي السيدة العلوية شريفة بنت الإمام الحسن عليهما السلام . فها هنا بيت من بيوت الله .. حيث أينعت فيه بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هذه بالخير العميم .. والرحمة الواسعة .. والطهر والقداسة .
فصار مرقدها الشريف .. قبلة للمؤمنين والطالبين والمحتاجين والمريدين
.. يؤمونه أناء الليل وأطراف النهار .. ويذكرون فيه اسم الله كثيراً . ويرفعون شأنه .. حيث أذن أن يرفع بالصلاة والقيام والدعاء والرجاء … فيجزيهم الله جل جلاله بأن يرفع حاجاتهم إليه .. فيقضى منها ما يشاء ويؤخر الأخرى إلى أجل مسمى عنده .. بفضله وفضل رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) .. وبفضل هذه العلوية الطاهرة .. حتى الملتقى عند حوض رسول الله الأوفى .. فيسقيهم شربة الوفاء في سلة رحمه ويجزيهم جزاء إكرام ذريته .. ويشكر لهم حفظ لحمته وقرابته
واضاف ” ولا ريب .. أن بعضاً من أولئك الفائزين عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هم أنتم أيها الأخوة والأخوات .. هم أنتم يا من تتواصلون مع هذا المرقد المطهر.. رغبة وزيادة ..أملأ ومحبة .. رجاء وثقة .. ويا من تتواصلون مع هذا المزار الشريف عطاء ومساهمة .
وهم أيضاً .. أنتم يا من تخدمون المزار المبارك في الليل والنهار أميناً ونائباً ومنتسبيناً سعياً منكم في السبق إلى الله ورسوله .. ونيل الرضا لديهما .. باسداء الخدمة لزوار علوية من ذرية الرسول
وهم أيضا .. من منظور آخر .. أنتم أيها المخلصون المؤمنون المتبرعون بأموالكم وجهدكم يا من ترفعون شان مزارها الشريف من الناحية العمرانية فتقومون منه ما تداعي .. وتجددون منه ما تقادم .. وتستحدثون ما لم يكن
واشار ” لعلنا اليوم .. وفي هذا المكان .. و في هذه المناسبة التي اجتمعنا من أجلها في واحدة من مصاديق الوفاء البسيط المتواضع لإمامنا المهدي (عجل
الله فرجه الشريف ) .. لرمز من رموز العقيدة والمذهب .. ألا وهي العلوية شريفة بنت الإمام الحسن السبط عليهما السلام .
اليوم .. ببركة الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) .. وبركة صاحبة هذا المرقد المطهر (عليها السلام) وبتوجيهات مرجعيتنا العليا ومراجعنا العظام .. وبالجهود المباركة لمواليهم .. ومحبيهم .. والسائرين على خطاهم .. وخادميهم .. والراجين شفاعتهم .. وبالمتابعة الشخصية من لذن معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي . جناب
الدكتور حيدر الشمري ( دام عزه) .. والمثابرة الحفية من قبل جميع اللجان المعنية في الأمانة العامة للمزارات الشيعية .. وخدام هذا المزار الشريف أميناً ونائباً ومنتسبيناً وبيد كريمة مدت من قبل الحاج المتبرع هاشم الكرعاوي ( زاد الله في توفيقه ) .. والتأييد والمساعدة والحفاوة من قبل أهلينا وأخواننا جوار المرقد الشريف ومريديه وزواره
اليوم نزف بشری افتتاح شباك ضريحها المقدس .. كواحدة من مظاهر الوفاء لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في ذريته .. عرفان وتجله) لمقامها وقدرها الرفيعين
واختتم ” نسأل الله تعالى .. أن يكون هذا الشباك الشريف .. ونية القربة فيه والآمال المعقودة على ثوابه .. مقبولة مرضية عند الله ورسوله وأهل بيته .. وعند هذه العلوية الشريفة .. وأن يدرجنا في سجل الساعين في خدمتهم .. ولا يسعنا في هذه المناسبة المباركة .. إلا أن نتوجه بآيات الشكر والتقدير والعرفان لجميع من حصر في هذا المحفل المبارك ومعتمدي المراجع العظام وللأخ المتبرع الحاج هاشم الكرعاوي ولإدارة هذا المزار ولكل من عمل وساهم ولو بكلمة في سبيل إتمام هذا المشروع..
ومن ثم كلمة للمتبرع هاشم الشمري بعدها اوبريت بعنوان شريفة القلوب لفرقة انشاد الأمانة الخاصة ، ثم ارتقى الشاعرين محمد الاعاجيبي ومحمد الفاطمي ، بعدها عرض فيلم يوثق مراحل الشباك الشريف ، ليختتم الحفل بعزف الجوق الموسيقي .
يذكر أن الشباك المبارك صنع في مدينة أصفهان وفق مواصفات عالية الدقة و بابعاد عرض( ٤,٤٥ م ) وطول( ٥,٤٥ م ) وارتفاع (٤,٨٠ م) ، ويمتاز بمتانة وتصميم رائعين يحاكي الطراز الإسلامي ، حيث استخدم فيه الخشب الفاخر الايراني ومغطى من الخارج بالذهب الخالص و الفضه ، هذا و غلفت قاعدة الشباك بالمرمر الاونكس عالي المواصفات ، وكتب على الكتيبة سور من القران الكريم واسماء الأئمة المعصومين وبعض ألقاب العلوية الطاهره .