برعايةِ الأمانةِ العامةِ للمزاراتِ أحيت الأمانةُ الخاصّة لمزارِ السيد إدريس (رضوان الله تعالىٰ عليه) في بغداد عيد الله الأكبر ، عيد الغدير الأغر ، وبحضورٍ مُباركٍ لنائبِ الأمين العام للمزاراتِ سماحة الشيخ خليفة الجوهر (دامَ توفيقهُ) ، وعددٍ من رؤساء الأقسام ، والأمناء الخاصين ، وشخصياتٍ دينيةٍ وحكوميةٍ ، وجمعٍ غفيرٍ من أهالي الكرادة والطلبة وعوائل الأيتام .
حفلُ الافتتاحِ اُستُهلَ بتلاوةِ آياتٍ من القُرآن الكريم لقارئ المزار محمد الفرطوسيّ ، تلتها إنشودة الأمانة الخاصّة للمزارِ ، بعدها جاءت كلمة نائب الأمين العام للمزاراتِ سماحة الشيخ خليفة الجوهر (دامَ توفيقهُ) رحّب خلالها بالحضورِ ، وبيَّن أن حادثة الغدير التاريخية مذُ حدثت إلى يومنا هذا ستبقى محطَ بحوثٍ فكريةٍ وعقائديةٍ واجتماعيةٍ ؛ كونها وقعت في أواخر أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عمره الشريف ، حيثُ لم تزد الفترة بين وقوعها ووفاته أكثر من شهرين ونصف فتكون بذلك شاخصة في ذاكرة الأمة أكثر مما سواها ، وأضاف الشيخ الجوهر : لم يحصل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحدّث وأشهد حشداً يزيد عدده مائة الف من المسلمين من مختلف الأقطار وكل هذا الحشد كان قبل أُسبوع فقط يؤدي فريضة الحج الأكبر وهي الأولى والفريدة التي كانت بمعية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبإمامته وتوجيهه المُباشر وآثارها على مستوى الفرد والأمة ، وهذا الحشد كان في الوتيرة القصوىٰ من التزكية النفسية والطهارة المعنوية ، كذلك أشارَ سماحتهُ إلى أن هذه الحادثة تناولت موضوعاً مهماً في حياة الأمة ويمس وجودها وبقاءها فكما أن شخصهُ الشّريف يمثلُ الركيزة الأساسية في حاضر الأمة فبدأ (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبته بقوله : ( لعلي لا أراكم بعد عامي هذا ) فكانت بمثابة وصية اي راحل عن هذه الدنيا لذلك وسواه صارت هذه الحادثة المهمة مدار بحث الباحثين والمفكرين والكتاب ، ونوه سماحتهُ في سياق كلمته في الحديث عن يوم الغدير بمنظورين ، الأول : ما جرى على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عقد اجتماعي متكامل الأركان بلغة القانون او بيعة ، وهذا العقد طرفه الأول الله ورسوله وطرفه الثاني الأمة بأكملها من خلال ممثليها في هذا التجمع الهائل بتعداد ١٢٠ الف شخص وهو أكبر من تعداد برلمانات جميع دول العالم وبهذا يكون العقد صحيح ومبرماً بين طرفين تعبداً ومنعقداً بينهما بشكل وثيق قانوناً ، اما المنظور الثاني كون أن يوم الغدير عيداً إسلامياً كبيراً فأعلم بأن الأعياد الإسلامية الكبرى تأتي عادة عقبة أداء وطاعة كبرى كما في أعياد الفطر والأضحى فيحق لمن استقام في عهده مع الله ورسوله وأوفىٰ بالعقد المبرم معهما أن يكون في طاعةٍ دائمة ومتصلة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ) ، ويحق لمن لم تجرفه الجاهلية بتيارها المندس وارتبط مع الله ورسوله ليكون في عيد دائم يتصل بعيد إشراقة الولي الأعظم (صلوات الله عليه وعلى أبائه الطاهرين وعجلَ الله فرجهُ الشريف) ، كما واُختتم الشيخ الجوهر كلمته بتقديم الشكر والتقدير إلى الحضورِ جميعاً وخصوصاً عوائل الشهداء والأيتام كذلك شكر الأمانة الخاصّة وأمينها والأخوة المُتبرعين .
كما وتخللَ الحفلُ موشحاتٍ دينيةٍ ولائيةٍ للشيخ أحمد الخفاجيّ وكلمة الأمانة الخاصّة ألقاها الأمين الخاص للمزارِ الحاج محمد السعديّ ، لتختتم مراسيم الحفل بتكريم مجموعة من المتزوجين الجدد من عوائل الأيتام بهدايا رمزية وأثاث منزلي ، إضافةً إلى تكريم الطلبة المتفوقين من أهالي الكرادة ، ومن الجدير بالذكر أن الحفل أُقيم وسطَ إجراءاتٍ صحيةٍ ووقائيةٍ مع الالتزام بالتباعد الجسدي والتعقيم المُستمر .