في ساحة القشلة، وأمام حضور رسمي وديني، ألقى الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة كلمة في مهرجان عيد الغدير المركزي الأول، كلمة تضمنت مقاربة غير تقليدية لذكرى الغدير، حاولت أن تخرج بالمناسبة من حقل الخطابة المتكررة، نحو قراءة تُقارب الواقع بتحدياته السياسية والفكرية.
في كلمته، شدّد الأمين العام على أن واقعة الغدير لا تُفهم بمعزل عن مسؤولية الانحياز، قائلًا:
“إما أن تكون مع علي، أو تكون مع الباطل.”
جملة لم تُرفع على طريقة الشعارات، لكنها حملت دلالة واضحة على أن الغدير لا يخص التاريخ فقط، بل يُلقي بظله على مفاصل المواقف في الحاضر والمستقبل. ومن خلال هذا الإطار، طُرح السؤال بصيغة ضمنية: ما الذي يعنيه التمسك بولاية علي (ع) في زمن تتعدد فيه الولاءات وتتداخل المرجعيات؟
الكلمة ربطت بين فقدان المعايير السياسية في عالم اليوم، والحاجة للرجوع إلى نماذج معيارية واضحة، مؤكدة أن عليًا لم يكن رمزًا يُستحضر في المناسبات، بقدر ما كان “ميزانًا لفهم الحقّ عند التباسه، وتحديد الموقف حين يصعب الحسم.”
أما على مستوى دور المزارات، فقد جرى التأكيد على ضرورة تطوير رؤيتها لتكون جزءًا من إنتاج الوعي، لا استنساخ الطقوس. وهي إشارة تعد خطوة في اتجاه تحويل المزارات من فضاءٍ شعائري إلى حاضنة فكرية لها دور في قراءة تحولات المجتمع والدولة.مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هذه المقاربة يجب أن تختلف عن الطرح الخطابي التقليدي، وتتجه نحو فهمٍ أكثر جدية لمسؤولية الفكر في صياغة السلوك العام.

