نائب الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة: المزارات محطات إيمانية ومشاعل حضارية تُنير درب الأجيال

jaleel1 مارس 20253 مشاهدةآخر تحديث :
نائب الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة: المزارات محطات إيمانية ومشاعل حضارية تُنير درب الأجيال
في أجواء يملؤها العبق الروحي والإرث العريق، وفي رحاب الإيمان الذي لا تبهت أنواره، أكد نائب الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة أن الحفاظ على هذه المقامات المباركة ليس مجرد التزامٍ ديني، بل هو عهدٌ أخلاقي، ومسؤوليةٌ تاريخية، ورسالةٌ ثقافية تمتد جذورها في عمق الهوية الإسلامية. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح مزار عبد الله الفارس (رضوان الله عليه) بعد إعادة إعماره، ليعود شامخًا كما كان، منارةً تهدي السائرين في دروب الإيمان.
وأشار في كلمته إلى أن المزارات ليست أحجارًا صامتة ولا أطلالًا تروي حكايات الماضي فحسب، بل هي محطاتٌ يتزوّد منها المؤمنون بالقيم، ومشاعل تضيء الطريق أمام الباحثين عن الحقيقة، فهي مراكز تجمع بين الروح والعقل، بين العبادة والعلم، وبين الأصالة والمستقبل. وأضاف أن إعادة بناء هذا المزار المبارك لم تكن مجرد إعادة تشييد حجارة، بل كانت إحياءً لإرثٍ روحي خالد، وصونًا لذاكرةٍ تروي قصة رجلٍ نقش اسمه في وجدان المؤمنين قبل أن يُحفر على جدران التاريخ.
وأشاد بجهود المحسن الكريم أبو سجاد النعماني، الذي جسّد صورةً مشرقةً للعطاء والإيمان، حينما بذل جهده في إعادة هذا الصرح المقدس، ليؤكد أن روح الوفاء والعزيمة ما زالت تنبض في هذه الأمة، وأن مزاراتها ستظل شاهدةً على أصالة إرثها وعمق رسالتها. كما شدّد على أن الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة لن تدّخر جهدًا في صون هذه الأماكن المقدسة والارتقاء بها، لتبقى شامخةً تتحدث بلغتها الخاصة إلى الأجيال القادمة، لغة الإيمان والولاء والمحبة.
وفي ختام كلمته، توجه بتحية تقديرٍ وإجلال لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل المبارك، من مهندسين وعمال وإداريين، ممن أخلصوا الجهد والوقت ليُبصر هذا المزار النور من جديد، داعيًا الله أن يحفظ هذه المزارات وأهلها وزائريها، وأن تبقى مناراتها مشعّةً في سماء الإيمان، لا يخبو وهجها، ولا تنطفئ أنوارها، لتبقى شاهدًا خالدًا على رسالة الحق والوفاء.

اترك رد