بمُناسبةِ ذكرىٰ المولد النبوي الشّريف وولادة هادي الأمة ورسول الإنسانية مُحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتحت شعار ” مُحمد شَفيعُنا ” أقامت الأمانةُ العامّة للمزاراتِ الشيعيةِ الشريفةِ مهرجانها السنوي الثاني وذلك في مزارِ السيد إدريس الحسنيّ (رضوان الله تعالىٰ عليه) في بغداد ، وبحضورِ عددٍ من رجال الدين الفضلاء والأمناء الخاصين للمزاراتِ ، ورؤساء الأقسام .
اُفتتح المهرجان بتلاوةٍ عطرةٍ من كتابِ الله العزيز تلاها على مسامع الحاضرين القارئ الدكتور رافع العامريّ ، جاءت بعدها كلمة نائب الأمين العام للمزاراتِ سماحة الشيخ خليفة الجوهر (دامَ توفيقهُ) ، رحَّب خلالها بالحضورِ أجمل وأحر الترحيب ، وباركَ ذكرىٰ ولادة سيد الكائنات والرحمة مُعلم الكتاب والحكمة ومربي الأمة ، مُبيناً أن بشائر الأنبياء السابقين بنبوة الأنبياء اللاحقين تنفع الأجيال اللاحقة ، وتفتح عيونهم وتجعلهم على أهبّةِ الاستقبال للنبي المُبشر بنبوته أولاً ، كما أنها تُزيل عنهم الريب ، وتعطيهم مزيداً من الثقة والاطمئنان، فبعد هذه البشائر سطعَ النور الألهي فأضاء العباد والبلاد مُبشراً بالحياة الكريمة والسعادة الأبدية ، ونوه سماحتهُ أن الرسول الأكرم وِلدَ وهو يقول : ” الله أكبر والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة واصيلاً ” ، وأشتهر النبي باسمين محمد وأحمد وأجاب من سأله عن سبب التسمية قائلاً : أردت أن يحمد في السماء والأرض ، كما أن أمهُ سمتهُ قبل جده بـ أحمد فولد من عائلة تدين بالتوحيد وسمو الأخلاق وعلو المنزلة ، وتابع الشيخ الجوهر حديثه بالقول : في هذا البيت الإلهي وِلدَ وترعرع النبي الأكرم فتراه أجود الناس بالخير والعفو والسماحة ،دفقد عفا وحشي قاتل عمه الحمزة ، كما عفا عن اليهودية التي قدّمت له شاة مسمومة ، وعفا عن قريش وهو في ذروة القوة والعزة ، وما أحوجنا هذه الأيام بالسير على نهجه بالعفو والتسامح والتآخي ، وهذا ما تؤكّد عليه المرجعية العُليا في خطاباتها المُتمثلة بسماحة مرجعنا الأعلى السيد السيستانيّ (دامَ ظلهُ) سواءً على مستوى أبناء المذهب او أبناء الإسلام والإنسانية جمعاء .
جاءت بعدها كلمة حُجة الإسلام والمُسلمين سماحة السيد عز الدين الحكيم نجل المرجع الدينيّ الكبير آية الله سماحة السيد محمد سعيد الحكيم (قُدس سرهُ) ، وتحدّث عن شخصية الرسول ، وكثير من صفاته وأخلاقه وتعاملاته التي لا نظير لها في التاريخ وهو سيد البشرية وسيد الأولين والآخرين ، هذا الرجل منذُ بداية حياته كان معروف بالنزاهة والصدق والأمانة ، كما وقدَّم سماحتهُ التهنئة إلى صاحب العصر ومراجعنا العظام وسادتنا ولجميع المُسلمين بهذا اليوم الذي جعلهُ الله يوماً مُتميزاً ومُباركاً .
وأضاف السيد عز الدين : أن هناك مواقف وثوابت في الدين الإسلاميّ تقدم فيها على جميع الأمم والطوائف في عالم الأخلاق والاجتماع والسياسة والاهتمام بالفقراء والمساكين وهكذا في الكثير من هذه الاشياء .
هذا هو النبي العظيم الذي وفقنا الله أن نهتدي بهدايته ، ونتمسك بسنته وسيرته وبوصيته التي أوصى بها عندما قال : ” إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا ، كتاب الله (عزَّ وجلَّ) ، وعترتي أهل بيتي ” ، واليوم دين الإسلام رغم حملات التشويه المُتعمدة وبأساليب مختلفة وبإعلام قوي رغم كل هذه الحملات ولكنه يبقى هو الدين الأقوى والأكثر انتشاراً وقبولاً في الأمة ، وكل الحركات في تراجع ودعوة النبي هي الدعوة الوحيدة في قوة مُتزايدة ؛ لقوتها وعمقها وأصالتها وصدق دعاتها التي تُبين عظمة هذه الدعوة .
وفي الختام نسأل الله سبحانهُ وتعالىٰ أن يوفقنا للثبات على نهجه وعلى سيرته والتمسك بما أمر به سبحانه حتى نكون معه وبين أيديه في الدنيا والآخرة .